بالحب نربي أبناءنا

    الكتاب: بالحب نربي أبناءنا.
    كيف تنجح في تربية أبنائك بدون ضرب.
    250 تجربة واقعية.
    المؤلف: د. عبد الله محمد عبد المعطي. 
    الناشر: دار التوزيع والنشر الإسلامية
    سنة النشر: 2013
    عدد الصفحات: 319‎‎

    نبذة عن الكتاب:
    يتحدث المؤلف في هذا الكتاب كيفية تربية الأبناء ومعالجة أخطائهم بالحب والرفق والرحمة ودون الحاجة إلى استخدام الضرب، ويحكي العديد من الأمثلة والشواهد والقصص الواقعية لأباء صنعوا ذلك، وكيف كانت النتائج الرائعة.


    مقتطفات من الكتاب:

    يقول أحد الآباء:
    كنا نجتمع دوماً في بيت والدي كل يوم جمعة، وكنت أذهب مع زوجتي وأبنائي وكذلك يفعل إخوتي وفي هذا اللقاء العائلي الجميل لا بد وأن تحدث من الأطفال بعض الأخطاء وكنت حريصاً أن يظهر أبنائي بالمظهر اللائق!!
    لكن ابني ذا العشر سنوات كان كثير المشاكل فكنت أعاتبه أمام الجميع إذا أخطأ وأحيانا أضربه أمامهم، كان عناده يزداد كل مرة عن التي قبلها.
    وتكررت المشكلات بسبب ابني!! لدرجة أن والدي "جده" قال لي أمامه عندما تأتي لزيارتنا لا تحضره معك!!
    هذه الكلمة كانت سبباً لحزني وغضبي وفجرت البركان في داخلي فضربته فور عودتنا الى البيت!!
    في اليوم التالي جلست أفكر:
    الأولاد كلهم هناك يلعبون ويخطئون فلماذا يبدو للجميع أن ابني هو أسوء الحضور؟؟
    ما الذي يزيد أخطاءه ويظهرها بتلك الطريقة الغير لائقة؟؟
    وبعد تفكير ومراجعة للأحداث اكتشفت أنني السبب حيث ارتكبت معه خطأين:
    الأول: عندما نكون هناك أحرص دوماً أن يظهر بلا أخطاء فتكون عيني عليه دوماً ترصد تحركاته وتصحح تصرفاته وأنصحه أمام الجميع أولاً بأول!!
    وأصرخ في وجهه وقد اضربه ليكون مؤدباً هادئاً!!
    وهذا ما لا يفعله باقي إخوتي مع أبنائهم.
     وتلك الطريقة هي التي جعلت عيوب ابني تظهر أكثر من غيره، وجعلته يعاندني أكثر فأكثر!!
    الثاني: أنني أشعر دوماُ أنه سيء وكلما اشتكى منه أحدهم أصدقه وأعاقب ابني دون أن أترك له فرصة ليدافع عن نفسه..
    طبعا فهو المشاغب والمزعج دائماً!!
    قررت أن أصحح ما أفسدت يداي، فناديت على ابني وقلت له:
    إنني لا أريد الذهاب الى بيت جدك وحدي فلن يكون للزيارة طعم من دونك وأنا متأكد أنك ولد جيد وستكون هناك أفضل فتعال نفكر معاً كيف يعرف الآخرون ما فيك من خير..
    فرح ابني المسكين لكلماتي ولمعت عيناه. وبدأ يفكر معي.. ووصلنا للأفكار التالية:
    -          نذهب في الزيارة القادمة لفترة خمس دقائق فقط يقدم فيها هدية لجده ولجدته ويعتذر عما فعله في الزيارات السابقة..

    -          الزيارة الثانية يقوم فيها بمساعدة جدته في شيء ما في المطبخ، تنظيف مكان، حمل اطباق لوقت قصير وأنا أثني عليه أمام الجميع.

    -          الزيارة التي تليها يأخذ حلوى بسيطة ويوزعها على الأطفال أبناء عمومته..
    واتفقنا على إشارة سرية بيني وبينه أقوم بها لينتبه الى ما وقع فيه من خطأ
    أو أنادي عليه وأهمس في أذنه بما أريد ولا أحرجه أمام أحد بتوبيخ أو تعنيف!!
    طبعا كنت أكافئه في طريق عودتنا على كل فعل جيد يفعله هناك.

    وبعد تطبيق الخطة وتكرار بعض بنودها تغيرت الاحوال وأصبح ابني خلال الزيارات الاسبوعية بشهادة الجميع أفضل أبناء العائلة أدباً وطاعة.

    .................................................................................
    قصة أخرى:

    عندما كان ابني في الصف الثاني الابتدائي رجع يوما من المدرسة وقد ضاع قلمه الرصاص.
     فقلت له: وماذا فعلت؟
    قال: اخذت قلما من زميلي.
     فقلت له: تصرف جيد، ولكن ماذا كسب زميلك عندما اعطاك قلما لتكتب به؟ هل اخذ منك طعاما او شرابا او مالا؟
     قال ابني: لا، لم يفعل.
     فقلت له: اذاً لقد ربح منك الكثير من الحسنات، يا بني، لماذا يكون هو اذكى منك؟ لماذا لا تكسب انت الحسنات؟
     قال: وكيف ذلك؟
    فقلت: سنشتري لك قلمين: قلما تكتب به والقلم الاخر نسميه (قلم الحسنات)، وهذا لأنك ستعطيها من نسي قلمه او ضاع منه، طبعا ستعطيه له ثم تأخذه بعدما تنتهي الحصة.
     وكم فرح ابني بتلك الفكرة، وزادت سعادته بعدما طبقها عمليا، لدرجة انه أصبح يحمل في حقيبته قلما يكتب به وستة أقلام للحسنات.
     والعجيب في الامر أن ابني هذا كان يكره المدرسة، ومستواه الدراسي ضعيف، وبعد ان جربت معه الفكرة فوجئت بانه بدأ يحب المدرسة، وهذا لأنه أصبح نجم الفصل في شيء ما، فكل المعلمين أصبحوا يعرفونه، وزملاؤه يقصدونه في الأزمات، كل واحدٍ قلمه ضائع يأخذ منه واحدا، وكل معلم يكتشف ان أحدهم لا يكتب، لأن قلمه ليس معه فيقول: اين فلان صاحب الاقلام الاحتياطية؟
    ونتيجة لأن ابني أحب الدراسة بدأ مستواه الدراسي يتحسن شيئا فشيئا، والعجيب انه اليوم قد تخرج من الجامعة وتزوج ورزقه الله بالأولاد، ولم ينس يوما قلم الحسنات، لدرجة انه اليوم مسؤول عن أكبر جمعية خيرية في مدينتنا.

    فلنحذر في تربيتنا لأبنائنا ولنعاملهم بالرحمة ولنحول المواقف السلبية الى موقف تربوي ثمين.

    ........
    صور من الكتاب:







    •  
    •  

    One Response so far.

    1. Unknown ظٹظ‚ظˆظ„ :

      كتاب رائع

    .